٩٠ - قَالَ الشَّرْقِيُّ، فَحَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ كَلْبٍ قَالَ: " رَكِبَ الضَّحَّاكُ يَوْمًا إِلَى ⦗١١٦⦘ الصَّيْدِ، وَكَانَ غَيُورًا، فَجَاءَ فَرِيذُونُ بْنُ دَفْيَارَ فِي خَيْلِهِ، فَدَخَلَ مَنْزِلَ الضَّحَّاكِ، فَبَلَغَ الضَّحَّاكَ ذَلِكَ، فَأَسْرَعَ حَتَّى دَخَلَ دَارَهُ، فَلَمَّا أَبْصَرَ فَرِيذُونَ فِي أَهْلِهِ وَنِسَائِهِ أَسْقَطْتُهُ الْغَيْرَةُ عَنْ دَابَّتِهِ، وَغُشِيَ عَلَيْهِ، فَأَوْثَقَهُ أفَرِيذُونُ بِالْحَدِيدِ، وَقَصَدَ عُمَّالَهُ، فَلَمْ يَفْلِتْ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَذَلِكَ فِي يَوْمِ الْمِهْرَجَانِ قَالَتِ الْفُرْسُ: أمذ مِهْرَجَانٌ لِقَتْلِ مَنْ كَانَ يَقْتُلُ النَّاسَ؟ فَقَالَ: إِنَّ لِي بَلَاءً حَسَنًا. قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: أَمَرَنِي الضَّحَّاكُ بِذَبْحِ اثْنَيْنِ فِي كُلِّ يَوْمٍ، وَكَذَلِكَ كَانَ يَذْبَحُ مَنْ كَانَ قَبْلِي، فَاقْتَصَرْتُ عَلَى وَاحِدٍ، وَكُنْتُ أَطْلِقُ الْآخَرَ قَالَ: فَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: فِي جِبَالِ الدَّيْلَمِ، فِي الْحَزَنِ، وَالشَّرْقِ، وَالدَّبَاوَنْدِ، وَقَدْ تَزَوَّجُوا، وَتَوَالَدُوا، وَكَثُرُوا، فَهَؤُلَاءِ عُتَقَايَ. قَالَ أَفْرِيذُونُ: قَدْ مَلَّكْتُكَ عَلَيْهِمْ إِنْ كَانَ لِذَلِكَ حَقِيقَةٌ , قَالَ: فَعَلَامَةُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ لَيْلَةُ كَذَا وَكَذَا لَيْلَةَ الْوَقُودِ، وَيُقَدَّمُ إِلَيَّ أُولَئِكَ، إِذْ كَانَ تِلْكَ اللَّيْلَةُ أَنْ يُوقِدَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ وَقُودًا , قَالَ: ثُمَّ أَصْعَدْنَا فَرِيذُونَ إِلَى جَبَلٍ شَاهِقٍ فِي الْهَوَاءِ، يَطَّلِعُ مِنْهُ عَلَى أُولَئِكَ. قَالَ أَفْرِيذُونُ: مَلَّكْتُكَ عَلَيْهِمْ، فَاعْتَقَدَ مُلْكُهُ بِدَبَاوَنْدَ وَسَكَنَهَا، ثُمَّ قَتَلَ أَفْرِيذُونُ الضَّحَّاكَ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ فِي يَوْمِ نَيْرُوزَ، فَقَالَتِ الْأَعَاجِمُ: نُورُوزُ آمَذَايِ اسْتَقْبَلْنَا يَوْمٌ جَدِيدٌ "
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute