للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٦٠ - وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَتَّاتُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ، حَدَّثَنَا عُرْوَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَكَلَّمَ فِي الْمَهْدِ ثَلَاثَةٌ: عِيسَى، وَصَبِيُّ كَانَ فِي حِجْرِ أُمِّهِ يَرْضَعُ مِنْهَا، فَمَرَّ عَلَيْهِ فَارِسٌ، حَسَنُ الشَّارَةِ، فَقَالَتِ: اللَّهُمَّ لَا تُمِتْنِي حَتَّى تَرِنِي ابْنِي مِثْلَ هَذَا، قَالَ: فَنَزَعَ فَمَهُ مِنْ ثَدْيِهَا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ قَالَ: وَمُرَّ عَلَيْهَا بِأَمَةٍ سَوْدَاءَ، تُجَرُّ بِحَبْلٍ، يُقَالُ: فَجَرَتْ، وَلَمْ تَفْجُرْ، فَقَالَتِ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هَذِهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَ هَذِهِ، فَقَالَتْ: مَرَّ فَارِسٌ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هَذَا، فَقُلْتَ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، وَمُرَّ بِسَوْدَاءَ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ ⦗٧٤⦘ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا، فَقُلْتَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا، فَقَالَ: يَا أُمَّهْ، إِنَّ هَذَا جُبَارٌ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ، وَإِنَّ هَذِهِ الْأَمَةَ مُؤْمِنَةٌ، يُقَالُ لَهَا: فَجَرَتْ، وَلَمْ تَفْجُرْ. وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ: وَكَانَ جُرَيْجٌ رَجُلًا مُتَعَبِّدًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي صَوْمَعَتِهِ، وَكَانَ الرُّعَاةُ يُبَيَّتُونَ فِي أَصْلِ صَوْمَعَتِهِ، فَحَمَلَتْ جَارِيَةٌ مِمَّنْ كَانَ يَرْعَى، فَقِيلَ لَهَا: مِمَّنْ هَذَا؟ فَقَالَتْ: مِنْ جُرَيْجٍ، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى مَلِكِهِمْ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ لَهُ: انْزِلْ، فَأَبَى، فَأَمَرَ بِصَوْمَعَتِهِ أَنْ تُهَدَّمَ، فَلَمَّا خَافَ أَنْ يَسْقُطَ نَزَلَ، وَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ: أَنَّ أُمَّهُ جَاءَتْهُ ذَاتَ يَوْمٍ، وَهُوَ يُصَلِّي، فَنَادَتْ: يَا جُرَيْجُ، يَا جُرَيْجُ، فَقَالَ: يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَصَلَّى، وَلَمْ يُجِبْهَا، ثُمَّ نَادَتْهُ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ نَادَتْهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَتْ، اللَّهُمَّ , إِنْ كَانَ جُرَيْجٌ سَمِعَ كَلَامِيَ، وَلَا يُجِيبُنِي، فَلَا تُمِتْهُ حَتَّى تَجْمَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمُومِسَاتِ، فَلَمَّا أَمَرَ الْمَلِكُ أَنْ يُقْتَلَ قَالَ: دَعُونِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، قَالُوا: صَلِّ مَا بَدَا لَكَ، فَطَالَمَا غَرَرْتَ النَّاسَ بِصَلَاتِكَ قَالَ: وَالنَّاسُ إِلَى أَهْلِ الْخَيْرِ سِرَاعٌ، قَالَ: فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ , تَعْلَمُ أَنَّ أُمِّيَ نَادَتْنِي وَأَنَا أُصَلِّي، فَآثَرْتُ الصَّلَاةَ لَكَ عَلَى كَلَامِهَا، اللَّهُمَّ , إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي صَادِقٌ فَخَلِّصْنِي مِنْ هَذَا، فَقِيلَ لَهُ: ادْعُ بِالصَّبِيِّ، فَقَالَ: أَيْنَ الصَّبِيُّ؟ قَالَ: فَأُتِيَ بِهِ، فَوَضَعَهُ عَلَى فَخِذِهِ، ثُمَّ ضَرَبَ كَتِفَهُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَبُوكَ يَا غُلَامُ؟ قَالَ: فُلَانٌ الرَّاعِي. قَالَ: فَقَالُوا: قَدْ بَهَتْنَاكَ يَا جُرَيْجُ وَضَرَبْنَاكَ، دَعْنَا حَتَّى نَبْنِيَ لَكَ صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ قَالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ، أَعِيدُوهَا كَمَا كَانَتْ، فَفَعَلُوا "

<<  <   >  >>