والحشر أنزلت بها ونقضا ... نجل أبيّ عهدهم ورفضا
وفيئهم والفيء في الأنفال ... ما لم يكن أخذ عن قتال
أمّا الغنيمة ففي زحاف ... والأخذ عنوة لدى الزّحاف
لخير مرسل وخصّ فئته ... وفي رضا أنصاره عطيّته
كان التّرحّم على الأنصار ... أن آثروا به بني نزار
وشاطروهم مالهم ونزلوا ... عن الحلائل لهم وأوّل
من سنّه مخيّرا بين اثنتين ... إبن الرّبيع لابن عوف المكين
فتركوهنّ لهم تعفّفا ... فعفّ هذاك وذاك أسرفا
ثمّ إلى محارب وثعلبه ... ذات الرّقاع ناهزوا المضاربه
ولم يكن حرب وغورث جرى ... فيها له الّذي لدعثور جرى
مع النّبيّ وعلى المعتمد ... جرت لواحد بلا تعدّد
ثمّ لميعاد ابن حرب بدر ... وكعّ عنها نجل حرب صخر
فدومة الجندل هاجها زمر ... بدومة يظلمن من بهنّ مر
ثمّت لمّا أجليت يهود ... وأوغرت صدورها الحقود
وحزّبت عساكرا عناجها ... إلى ابن حرب وقريش تاجها
وجعلوا كي يتروا خير الورى ... لغطفان نصف تمر خيبرا
خندق خير مرسل بأمر ... سلمان والحروب ذات مكر
كم آية في حفره كالشّبع ... من حفنة وسخلة للمجمع
وكم بشارة لخير مرسل ... من الفتوح تحت ضرب المعول
وكعب بن أسد إذ فتنه ... عن عهده حييّ أعطى رسنه