فغدرت قريظة لغدره ... يومئذ إذ هو أسّ نجره
وأرسل السّعدين خير مرسل ... وابن رواحة لهم لينجلي
ما هم عليه، فإذا هم عضل ... وسرّ خير الخلق ذاك الخذل
قالت جنوب للشّمال انطلق ... ننصر خير مرسل في الخندق
فقالت الشّمال إنّ الحرّه ... لم تسر باللّيل فذاك عرّه
فأرسل الله الصّبا والملكه ... فنصرا نبيّه في المعركه
وغطفان رام أن يخوّلوا ... ثلث تمر طيبة ليعدلوا
وأنف السّعدان من صلح النّبي ... وحكّما حدّ شفار القضب
معتّب نجل قشير قالا ... وعدنا النّبيّ أن ننالا
كنوز قيصر وكسرى ونرى ... أحدنا اليوم يخاف المخترى
ونوفل من طيشه ونزقه ... أوثب طرفه حفير خندقه
فوقعا فيه وأعطى فديته ... إخوانه فاستوهبوه جثّته
فقال فيه أكرم البريّة ... خبيث جيفة خبيث ديّة
عمرو بن عبد ودّ إذ قام له ... حيدرة بسيفه خردله
وفضّ جمعهم نعيم الأشجعي ... إذ نمّ بينهم بكلّ مجمع
وعند ما إلى التّشتّت الزّمر ... أجمع أمرهم دعا خير البشر
من يأت بالخبر عنهم يكن ... غدا رفيقنا ومنهم يأمن
فلم يقم إليه غير ابن اليمان ... من شدّة الذّعر ومن برد الزّمان
وقال خير الخلق لن تغزوكم ... قريش بعد اليوم والغزو لكم
وشغل النّبيّ زحف الخندق ... عن ظهره وعصره للشّفق