ثمّ قريظة إليها جبرئيل ... ولم يضع سلاحه استدعى رعيل
وقاده وزلزل الحصونا ... وقذف الرّعب ولا يدرونا
واستذمر النّبيّ خيل الله ... وعن صلاة العصر قام النّاهي
إلّا بهم ولم يعب من أخّرا ... إلى العشاء إذ يراه ائتمرا
وخيّر ابن أسد قريظته ... بين ثلاث وازدروا رويّته
أن يؤمنوا فيأمنوا فقد دروا ... في كتبهم ما عنه إذ جاء أبوا
أو يحصدوا النّساء والصّبيانا ... فلم يخلّوا خلفهم إنسانا
أو يفتكوا في السّبت إذ يأمنهم ... جيش العرمرم ولا يأبنهم
وضاقت الأرض بهم لرعبهم ... وجهلوا كيف النّكاية بهم
واستنبؤوا أبا لبابة الخبر ... فرقّ للعهد الّذي بهم غبر
أن جأرت في وجهه الصّبيان ... واستعطفت رحمته النّسوان
ففتنوه وانتحى عن بلد ... عصى به وشاط نحو المسجد
فقام فيه برهة مرتبطا ... معذّبا لنفسه مورّطا
فتاب من هفوته الله عليه ... وحلّه خير الأنام بيديه
وحكّم النّبيّ فيهم سعد الاوس ... إذ غاظهم إطلاقه عن كلّ بؤس
لابن أبيّ حلفاء الخزرج ... وكان في التّحكيم حسم الهرج
وحملوا سعدا على حمار ... من المدينة إلى المختار
وعند ما انتهى إلى النّديّ ... سوّده خير بني لؤيّ
على الجميع أو على الأنصار ... لا غيرهم عند بني نزار
وراودته قومه أن يحكما ... بغير ما حكم فيهم فاحتمى