للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العدل، فكيف الشفاعة عنده؟ قال: ليس فيها بمطمع، ما أراد من خير جعله لك أو له.

المدائني قال: قال رجل من قريش لمعاوية: يا معاوية لا تباعدنّ منّا ما قرّب الله، ولا تصغّرنّ ما عظّم، ولا تقطعنّ منّا ما أمر الله به أن يوصل، فقال معاوية: يرحمك الله، والله ما صغّرت منكم شيئا إلا بما أنزلتموه بأنفسكم، وما باعدت منكم إلاّ ما تباعدتم به منّي، ولا قطعت إلاّ ما بدأتم بقطعه، هذا مروان بن الحكم، وسعيد بن العاص، وعبد الله بن عامر، وعمرو بن العاص شرّفتهم بالمنابر، وولّيتهم معالي الأمور، ثم لا تزال تأتيني منهم هنة كراغية البكر (١).

المدائني عن علي بن سليم قال: قال ابن الزبير: يا معاوية إذا استعتبناك من أمر فأعتبناه منه، ولا تحملنا على ما نكره، فإنّك إن لم تحتمل رجال قريش عابوك وخذلوك وقاتلوك، وإذا هممت لنا بخير فهنّئناه قبل المسألة، فإنّك إذا ألجأتنا إلى المسألة أخذت ثمن عطيّتك، فقال معاوية:

والله ما استعتبتموني من أمر قطّ إلا وجدتموني قد استعتبتكم من أعظم منه، وأمّا إعطائي إيّاكم قبل المسألة فمن سألنا أعطيناه ومن استغنى عنّا وكلناه إلى غناه، وأحبّكم إلينا السائل، فاعترفوا بذنوبكم، فقال عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عنه: ما لنا إليك ذنب فنعتذر منه، وإنّ خيرك علينا لقليل فقال معاوية متمثّلا:


(١) - اشارة إلى قوم صالح الذين رغا فوقهم البكر (ولد الناقة).