للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المدائني عن عبد الله بن عبد الرحمن الهمداني قال: دخل أبو الطفيل عامر بن واثلة على معاوية فقال له معاوية: يا أبا الطفيل أنت من قتلة عثمان؟ قال: لا ولكنّي ممّن حضره فلم ينصره، قال: وما منعك من نصره؟ قال: منعني أنّ المهاجرين والأنصار لم ينصروه، ولا رأيت أحدا نصره، قال: أوما طلبي بدمه نصرة له؟ فضحك أبو الطفيل وقال:

يا معاوية أنت وعثمان كما قال الشاعر:

لا ألفينّك بعد الموت تندبني … وفي حياتي ما زوّدتني زادي

فقال معاوية: يا أبا الطفيل فما بقي من وجدك بعلي؟ قال: وجد العجوز المقلاة والشيخ الرّقوب، قال: فكيف كان حبّك له؟ قال: حبّ أمّ موسى لموسى، وأشكو إلى الله التقصير.

المدائني عن عامر بن حفص أنّ الأحنف بن قيس وجارية بن قدامة والجون بن قتادة العبشمي والحتات بن يزيد المجاشعي وفدوا على معاوية، فوصلهم وفضّل الأحنف وجارية، أعطاهما مائة ألف، وكان الأحنف بن قيس وجارية علويّين وكان الحتات مع عائشة يوم الجمل: فقال: يا أمير المؤمنين فضّلت من كان عليك على من كان لك، قال: إنّي اشتريت دينهم، قال: ومنّي فاشتر ديني، فألحقه بهما، فعرضت له علّة مات منها قبل قبضه صلته، فحبس معاوية المال، فقال الفرزدق:

أبوك وعمّي يا معاوي أورثا … تراثا فيحتاز التّراث أقاربه

فما بال ميراث الحتات حبسته … وميراث حرب جامد لك ذائبه

ولو كان إذ كنّا وللكفّ بسطة … لصمّم عضب فيك ماض ضرائبه

فلو كان هذا الأمر في جاهليّة … علمت من المولى القليل حلائبه