للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حوي بن سفيان بن مجاشع بن دارم: أنا في أيديكم رهينة بهذه الديات، فقبلا ذلك، فقال الفرزدق (١):

ومِنّا الذي أَعْطَى يَدَيْهِ رَهينَةً … لِعارَيْ نِزارٍ قَبلَ ضربِ الجَماجمِ

كَفَى كُلَّ أَمَّ ما تخافُ على ابْنها … وهْنَّ قيامٌ رافِعاتُ المَعاصمِ

عَشيَّةَ سالَ المرْبدان كلاهما … عجاجة موتٍ بالسيوفِ الصوارمِ

رأونا أحق أبني نزارٍ وغيرها … بإصلاحِ صدعٍ بينهم متفاقمِ

حقنا دماء المسلمين فأصبحت … لنا نعمةٌ يثُنى بها في المواسمِ

المدائني عن محمد بن حفص الباهلي عن هلال بن أحوز قال: أتى الغضبان بن القبعثري الأحنف فقال: يا أبا بحر أتيتك في أمر عليك فيه قضاءٌ، قال: أيصلحني وإياك؟ قال: نعم قال: فلا قضاه الله عليّ فيما يصلحنا، فما هو؟ قال: أختاروا واحدة من ثلاث، إن شئتم فاخرجوا من المصر فلا يبقى فيه مضري وتهدر هذه الدماء، وإن شئتم فدوا قتلاناى ولا ندي قتلاكم وتدون مسعوداً عشر ديات، أو الحرب، فقال الأحنف: لا حول ولا قوة إلا بالله لقد سمتمونا خطة الذليل، أما خروجنا عن المصر فإنا لا ندع مهاجرنا ومراكزنا وفيء الله علينا فيه فنتعرب بعد الهجرة، وأما الحرب فلسنا بأجزع فيها منكم، وأما أن ندي قتلاكم ونلغي قتلانا فليس ذلك في صلاحنا، وأما مسعود فرجل مسلم ديته دية رجل من المسلمين، ثم قال الأحنف: في ربيعة عجب شديد.


(١) ديوان الفرزدق ج ٢ ص ٣١٨ - ٣٢١.