وكيف يسامي خالدا ويسبّه … خميص من التقوى بطين من الخمر
فلم يزل خالد محبوسا بمكة حتى حج سليمان سنة سبع وتسعين فكلمه فيه المفضل بن المهلّب، فقال له سليمان: يا أبا عثمان، أطّت بك الرحم ولا رحم بينكما، إنه قبحه الله قد جرّعني غيظا، قال: فليهب ذلك أمير المؤمنين لي. قال: قد فعلت وأيم الله، ليخرجنّ إلى الشام راجلا، فمشى خالد إلى الشام وشكر ليزيد والمفضل ما كان منهما، فأجاز عبد الرحمن بن يزيد حين ولي العراق بمائة ألف.
وكتب هشام إليه يأمره أن يستنفر الناس إلى الغزو مع الجرّاح بن عبد الله، فقدم عليه ناس من آل المهلب فردّهم ولم يغزهم إلاّ عثمان بن المفضل فإنه وصله وأغزاه، وقال: لولا مخافة ألاّ يحتملها لي أمير المؤمنين لعقدت له على البصرة.