وحدثني المدائني، عن يزيد بن عياض، عن هشام بن عروة، قال:
دخل عيينة بن حصن الفزاري على رسول الله ﷺ وعنده عائشة، وذلك قبل أن يضرب الحجاب. فقال:«من هذه الحميراء يا رسول الله؟ قال: هذه عائشة بنت أبي بكر. قال: أفلا أنزل لك عن أجمل النساء؟ فقال ﷺ: لا. فلما خرج، قالت عائشة: من هذا يا رسول الله؟ قال:
هذا الأحمق المطاع في قومه».
وحدثني أبو مسعود الكوفي، قال سمعت مالك بن أنس يحدث، عن هشام بن عروة قال، قالت عائشة:
وجّه رسول الله ﷺ من المدينة، حين هاجر إليها، زيد بن حارثة، وأبا رافع مولييه. فحملا سودة بنت زمعة، وفاطمة، وأم كلثوم. وحمل زيد أم أيمن امرأته، وأسامة ابنه. وبعث أبي: عبد الله، أخي، فحمل أم رومان، وحملني وأختي. وخرج طلحة، فاصطحبنا. فقدمنا المدينة، والمسجد يبنى وأبيات حوله. فمكثنا أياما، ثم قال رسول الله ﷺ: يا أبا بكر أنا باعث بالصداق. وهو اثنتا عشرة أوقية ونشّ (١). فبعث بذلك، وبنى بي في بيتي هذا الذي أنا فيه، وهو الذي توفي فيه.
وقال الواقدي وغيره: بدئ النبي ﷺ في بيت زينب بنت جحش، ويقال في بيت ميمونة. فجعل يقول: أين أنا غدا، وأين أنا بعد غد؟ فعرف أزواجه أنه يريد عائشة؛ فقلن: يا رسول الله قد وهبنا أيامنا لأختنا عائشة. فخرج متوكّئا على عمه العباس، والفضل بن العباس حتى دخل