للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد رويّت الخرق زيتا. قالوا: واجتمع الناس ليلتئذ وجاء أهل العوالي، فكأنها كانت ليلة عيد، وكثر البكاء عليها، وكان على المدينة مروان بن الحكم، إلا أنه خرج معتمرا واستخلف أبا هريرة، فصلى عليها أبو هريرة. وحضر عبد الله بن عمر صلاته عليها بالبقيع، فلم ينكر ذلك.

وجعلت أم سلمة تقول، وقد حضرت وفاتها: رحمك الله وغفر لك، وعرّفنيك في الجنة. ونزل في حفرتها عبد الله بن الزبير، وهو ابن أختها أسماء ابنة أبي بكر، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر وهو ابن أبي عتيق. وإنما قيل «ابن أبي عتيق»، لأنه كان يرمي ذات يوم، فانتمى إلى أبي قحافة، فقال:

أنا ابن أبي عتيق؛ فغلب ذلك على اسم أبيه. ويقال إنه نزل في قبرها أيضا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر. وقال قوم: كان الوالي على المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، وكان معتمرا، وأبو هريرة خليفته، فصلى عليها. والثبت أنها ماتت في شهر رمضان، والوليد ولي المدينة في ذي القعدة من هذه السنة.

- قال محمد بن سعد، حدثني الواقدي، عن ابن أبي الزناد، عن أبيه قال:

دخل ابن أبي عتيق على عائشة وهي ثقيلة، فقال: يا أمّه كيف تجدينك، جعلت فداك؟ قالت: هو الموت. قال: فلا جعلت فداك إذا.

فقالت: أما تدع هذا على حال؟ (١).

وحدثني الحرمازي، عن أبي زيد الأنصاري، عن أبي عمرو بن


(١) - طبقات ابن سعد ج ٨ ص ٧٦، وزاد «تعني المزاح».