للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القتيل يلون القتيل، ويقال قتل في المعركة بالزاوية، وكانت الفارعة بنت همام أم الحجاج عند المغيرة، فولدت له ابنة فماتت فخاصم عروة بن المغيرة الحجاج في ميراثها، فكان ذلك مما حقده الحجاج على عروة.

قالوا: وسار الحجاج من مكة إلى البصرة تسعا، ومن إيلياء إلى الكوفة سبعا، فقال الراجز:

كسيره من إيلياء فاعلمي … سبعا إلى واسط في تجشّم

وقال الفرزدق:

فما عاد ذاك اليوم حتى أناخها … بميسان قد حلّت عراها وكلّت

قالوا: وكان دليل الحجاج في طريق مكة قنبر مولى بني عدي فضلّ به، فضربه الحجاج، ثم كساه ووصله وقال له: إن الحوار لا يضيره وطاء أمه.

وبعث الحجاج إلى أبي عيينة بن المهلب، وكان معه في الطريق فقال:

انظروا ما يصنع فأخبر أنه كان يمصّ قصب السكر، فقال: أراد أن يلينّ أمعاءه.

قالوا: وكان قنبر مولى بني عدي والشمّاخ أحد قيس بن ثعلبة يستبقان، فسبق الشمّاخ عديا والحجاج بواسط، فركب سفينة إلى واسط، وقدم قنبر بعده فركب زورقا فسبق فحسده الفرزدق فقال:

وما سبق القيسيّ من سوء سيره … ولكن طفت في الماء غُرلة قنبر (١)


(١) ليس في ديوانه المطبوع.