للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألم تقرأ هذه الآية: ﴿ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا ١؟﴾

- حدثنا محمد بن سعد، ثنا يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس قال:

سمعت عمر بن الخطاب وذكر بيعة أبي بكر، فقال: وليس فيكم من تمد إليه الأعناق - أو قال: تقطع إليه الأعناق - مثل أبي بكر.

- حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني، ثنا حماد بن زيد، أنبأ يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد قال:

لما توفي رسول الله ، اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة، فأتاهم أبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة بن الجراح. فقام حباب بن المنذر، وكان بدريا، فقال: منا أمير ومنكم أمير؛ فإنا والله ما ننفس هذا الأمر عليكم أيها الرهط، ولكنا نخاف أن يليه أقوام قتلنا آباءهم وإخوانهم. قال: فقال عمر: إذا كان ذاك، قمت إن استطعت.

فتكلم أبو بكر فقال: نحن الأمراء وأنتم الوزراء، وهذا الأمر بيننا وبينكم نصفين كشقّ الأبلمة (٢) -قال حماد: يعني الخوصة - فبايع أول الناس بشير بن سعد، أبو «النعمان بن بشير».

قال: فلما اجتمع الناس على أبي بكر، قسّم بينهم قسما، فبعث إلى عجوز من بني عدي بن النجار بقسمها مع زيد بن ثابت. فقالت:


(١) - سورة التوبة - الآية:٤٠.
(٢) - أي نحن وإياكم في الحكم سواء. وخوص النخل: ورقه. النهاية لابن الأثير.