يا قاتل الله الدّمى كم من دم ... أجرين حلّا كان غير حلال
أشلين ذلّ اليتم في الأشبال ... وفتكن بالآساد في الأغيال «١»
ونفرن حين نكرن إقبالي ولو ... أني نفرت لكان من إقبالي
لكن أبى رعيي ذمام الحبّ أن ... أولي الوفاء قطيعة من قالي
وأنشدني تقي الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي النجم المعروف بابن الحجاج، وأبو محمد هو الحجاج، من شرقي واسط قال، أنشدني أبو الحسن علي بن عنتر بن ثابت الحلّي «٢» المعروف بشميم. وكان [أن] قلت: إني لا أراك تذمّ أحدا من أهل العصر، فقال لي: ليس لأحد منهم عندي قيمة فإنه لا يصلح للذمّ إلا من يصلح للمدح، أما سمعت قولي في الحماسة:
أصخ إنما مدح الفتى وهجاؤه ... لدى الطّبن النقريس ذا توأم لذا «٣»
فحيث انتوى ملقي المديح عصا الثوى ... تراح بها من أينها قلص الهجا
ومن ليس أهلا للمديح ولا الهجا ... فعيناه في عين الرضا ظلمة العمى
ويزري بضرغام الغريف زئيره ... على ذيخ عثوا هرّ أو أغضف عوى «٤»
فأجبتهم لا تعجبوا وتفهموا ... كم ذاد نهزة ليث خيس خيس
حدثني ابن الحجاج تقي الدين قال: اجتمع جماعة من التجار الواسطيين بالموصل على زيارة شميم، وتوافقوا على أن لا يتكلموا بين يديه خوفا من زلل يكون منهم، فلما حصلوا بين يديه قال أحدهم: أدام الله أيامك، فالتفت إليّ وقال: أيش هؤلاء؟ فإني أرى عمائم كبارا ظننتها على آدميّين، فسكتوا، فلما قاموا قال له آخر