وطرن سرورا حين لقبن سكبرا ... فسكبر إذ قلّبته صار رب كسا
وللبحاثي في صفة دعوة:
سألونا عن قراه ... فاختصرنا في الجواب
كان فيه كلّ شيء ... بارد غير الشراب
ومن خبيث شعره:
الحمد لله وشكرا على ... إنعامه الشامل في كلّ شي
إن الذي لاعبني في الصبا ... مات ومن قد نكته بعد حي
نقلت من خط أبي سعد السمعاني عن رجل عن أسعد بن محمد العتبي قال:
حكى أبو جعفر البحاثي أن أبا بكر الصبغي كان يختلف معنا إلى الحاكم أبي سعد ابن دوست، وكان من أنجب تلامذته نظما ونثرا، فاختطف في ريعان شبابه ونضارة عمره، فرأيته في المنام ليلة، قلت: ما وجدت من أشعارك شيئا يكون لي تذكرة، فقال: ليس لي شعر، فقلت ألست القائل:
باكر أبا بكر بكاس ... ما بين إبريق وطاس
فقال وأنا أقول:
حلّ الخطوب بساحتي ... لا كنت أيتها الخطوب
غادرتنا فغدرت إنّ الدهر خدّاع خلوب ... دنيا تقضّت لم يكن
لي في أطايبها نصيب
قال: فانتبهت وأشعلت السراج وكتبت عنه هذه الأبيات.
حكى يعقوب بن أحمد النيسابوري أن القاضي البحاثي دخل على أبي سعد ابن دوست فأنشده:
ليت شعري إذا خرجت من الدن ... يا فأصبحت ساكن الأجداث