للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبء الصدود أخفّ من عبء النوى ... لو كان لي في الحبّ أن أتخيرا

فسقى دمشق ووادييها والحمى ... متواصل الأرهام منفصم العرى

حتى نرى وجه الرياض بعارض ... أحوى وفود الدّوح أبيض أزهرا

تلك المنازل لا ملاعب عالج ... ورمال كاظمة ولا وادي القرى

أرض إذا مرّت بها ريح الصّبا ... حملت على الأغصان مسكا أذفرا

فارقتها لا عن رضى وهجرتها ... لا عن قلى ورحلت لا متخيرا

أسعى لرزق في البلاد مشتّت ... ومن العجائب «١» أن يكون مقترا

وأصون وجه مدائحي متقنعا ... وأكفّ ذيل مطامعي متسترا

ومنها في الشكوى والدخول الى المديح:

أشكو اليك نوى تمادى عمرها ... حتى حسبت اليوم منها أشهرا

لا عيشتي تصفو ولا رسم الهوى ... يعفو ولا جفني يصافحه الكرى

أضحي عن الربع «٢» المريع محوّلا ... وأبيت عن ورد «٣» النمير منفرا

ومن العجائب أن يقيل «٤» بظلكم ... كلّ الورى ونبذت وحدي بالعرا

وأول قصيدته المسماة مقراض الأعراض قوله «٥» :

أضالع تنطوي على كرب ... ومقلة مستهلة الغرب

شوقا إلى ساكني دمشق فلا ... عدت رباها مواطر السحب

ومن ثم أخذ في الهجو بنفس طويل وتفنن بأساليب السب والثلب فأورد ما لا يحسن إيراده.

وقال أيضا في هجو أبيه «٦» :

<<  <  ج: ص:  >  >>