مكية الأنساب زاك أصلها ... وفروعها فوق السماك الأعزل
واستمطري جدوى يديه فطالما ... خلف الحيا في كلّ عام ممحل
نعم سحائبها تعود كما بدت ... لا يعرف الوسميّ منها والولي
بحر تصدّر للعلوم ومن رأى ... بحرا تصدّر قبله في محفل
ومشمّر في الله يسحب للتقى ... والدين سربال العفاف المسبل
ماتت به بدع تمادى عمرها ... دهرا وكاد ظلامها لا ينجلي
فعلا به الاسلام أرفع هضبة ... ورسا سواه في الحضيض الأسفل
غلط امرؤ بأبي عليّ قاسه ... هيهات قصّر عن مداه أبو علي «١»
لو أن رسطاليس يسمع لفظة ... من لفظه لعرته هزّة أفكل
ويحار بطلميوس لو لاقاه من ... برهانه في كلّ شكل مشكل
فلو انهم جمعوا لديه تيقنوا ... أنّ الفضيلة لم تكن للأول
وبه يبيت الحلم معتصما إذا ... هزّت رياح الطيش ركني يذبل
يعفو عن الذنب العظيم تكرما ... ويجود مسؤولا وإن لم يسأل
أرضي الإلاه بفضله ودفاعه ... عن دينه وأقرّ عين المرسل
يا أيها المولى الذي درجاته ... ترنو الى فلك الثوابت من عل
ما منصب الا وقدرك فوقه ... فبمجدك السامي يهنّا ما تلي
فمتى أراد الله رفعة منصب ... أفضى إليك فنال أشرف منزل
لا زال ربعك للوفود مثابة ... أبدا وجودك كهف كلّ مؤمل
ولما كان بمصر أهدى اليه الشريف أبو الفضل سليمان الكحال خروفا هزيلا، فكتب إليه يشكره ويداعبه، فقال «٢» :
أبو الفضل وابن الفضل أنت وأهله «٣» ... فغير بديع أن يكون لك الفضل