للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خطب منهن ولم ينكحهن «١٠٥» ، وسراريه «١٠٦» وغير ذلك من الجوانب الشخصية التي زخرت بها سيرة الرسول في كتاب الطبري هذا «١٠٧» ، وهذا ما لا نجده في المصنفات التي سبقت كتابه هذا سواء أكانت في التأريخ العام أم في غير هذه الكتب التي عرضت سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم.

٥. إغفال الطبري في كتابه هذا ذكر المعاجز والخوارق (دلائل وأعلام النبوة) التي حصلت من الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم، معللا ذلك بقوله: " والأخبار الدالة على نبوته صلى الله عليه وسلم أكثر من أن تحصى، ولذلك كتاب يفرد إن شاء الله «١٠٨» ، وهذا يبين لنا منحى الطبري في عدم تضخيم الكتاب بأخبار عاهد نفسه على أن يخصص لها مصنفا مستقلا؛ ولسوء الحظ لم تشر المصادر التي ترجمت له ولمصنفاته إلى تصنيفه هذا الكتاب، إذ لم تذكره ضمن مصنفاته أو ضمن الكتب التي صنفت في هذا الموضوع من سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم.

٦. وجود أثر ملحوظ لاهتمامات الطبري بالقرآن وتفسيره في قسم السيرة النبوية من كتابه التأريخ وذلك حين يورد الروايات المتعلقة بأسباب نزول عدد جم من الايات القرآنية في الحوادث التي يعرضها في كتابه «١٠٩» . وفي ذلك يعكس مكانته بوصفه مفسرا للقرآن الكريم في كتابه ذائع الصيت [جامع البيان


(١٠٥) ينظر، تأريخ الرسل والملوك، ٣/ ١٦٠- ١٦٨.
(١٠٦) ينظر، المصدر نفسه، ٣/ ١٦٩.
(١٠٧) ينظر، المصدر نفسه، ٣/ ١٦٩- ١٨٣.
(١٠٨) تأريخ الرسل والملوك، ٢/ ٢٩٧.
(١٠٩) ينظر، المصدر نفسه، ٢/ ٥٦٧، ٥٧٠، ٥٧١، ٦١٧، ٦٢٢؛ ٣/ ٤٩، ١٠٢، ١٠٣، ١١٠- ١١١، ١٥٠- ١٥١.

<<  <   >  >>