للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من النصوص الشعرية التي وردت عنده ولم ترد عند غيره أو لم تثبتها المصادر التي قبله «٢١٣» .

هذه هي الجوانب التي امتازت بها السيرة التي تضمنها كتاب البدء والتأريخ والتي بينت تأثر المقدسي في طرحها بما نهجه المتكلمون والفلاسفة وذلك باستعمال أساليبهم في كتابة تأريخه هذا مع شمولية السيرة النبوية التي حواها هذا الكتاب لتلك الأساليب.

٦. المنتظم في أخبار الملوك والأمم لعبد الرحمن بن الجوزي (ت ٥٩٧ هـ) *:

أسهم ابن الجوزي في تطور كتابة السيرة النبوية ضمن كتب التأريخ العام مع اسهامه السابق في تطورها ضمن كتب السيرة المستقلة «٢١٤» ، إذ خصص في كتابه المنتظم حيزا كبيرا لسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم «٢١٥» ، وهذا الحيز الكبير قد أطلق لابن الجوزي العنان بالتحرك بحرية وتنسيق أحداث السيرة وتوابعها.

وقبل البدء بعرض هذه الإسهامات التي أضفاها ابن الجوزي على كتابة السيرة النبوية ضمن كتب التأريخ العام يجب إعطاء صورة واضحة عن عناصر الشبه والاختلاف- إن وجدت- في ما عرضه ابن الجوزي في كل من كتابيه


(٢١٣) ينظر، البدء والتأريخ، ٤/ ٢٠٤، ٢٣٣، ٢٣٥، ٢٣٦، ٢٤٠، ٥/ ٢٢، ٢٦، ٣٦- ٤٠.
(*) كتب الدكتور حسن عيسى الحكيم دراستين وافيتين عن منهج ابن الجوزي في كتابه المنتظم والأخرى عن منهجه في كتابة السيرة النبوية في كتابه المنتظم، ينظر، ابن الجوزي، منهجه وموارده في كتابه المنتظم، عالم الكتب، بيروت، ط ١، ١٩٨٥، منهج ابن الجوزي في دراسة السيرة النبوية، مجلة الرسالة الإسلامية، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، العراق، السنة ١٣، العددان ١٦، ١٥، نيسان، ١٩٨٣، ص ٩٣- ١٢٤.
(٢١٤) ينظر، ص ٨٢- ٨٧ من هذه الدراسة.
(٢١٥) ينظر، مج ٢، ورقة ٧٦- مج ٤ ورقة ١٩.

<<  <   >  >>