للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١. استعمل ابن الجوزي المنهج الحولي في كتابه هذا عند عرضه لحياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم من مولده إلى وفاته «٢١٩» ، أما في كتابه الوفا فقد استعمل المنهج الموضوعي، كما أشارت إلى ذلك أبواب كتابه التي عرضها في مقدمته «٢٢٠» .

كانت طبيعة هذين الكتابين هي السبب الذي دعا ابن الجوزي إلى انتهاج هذين المنهجين المختلفين في كل منهما، فالمنتظم تأريخ مكتوب على وفق استعراض الحوادث التي حصلت على مدار واسع من الزمن ابتداء من عصر الخليقة وانتهاء بحوادث عصر المؤلف، أما الوفا فهو كتاب قد أعطى ابن الجوزي فيه بعدا كبيرا للجوانب الروحية والنفسية والحياتية لشخصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم من مولده حتى وفاته، ولذلك أصبح استعمال المنهج الموضوعي أمرا لا مفر منه، وذلك لصعوبة إيجاد توافق بين هذه الجوانب والسنوات التي حصلت فيها أفعال أو موقف من الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم.

٢. أفاض ابن الجوزي في ذكر النصوص الشعرية التي قيلت في الحوادث من دون إهمال هذه النصوص أو التقليل من أبياتها «٢٢١» ، أما كتابه الوفا فقد خلا تماما من أي نص شعري سوى بعض الاراجيز التي تعدّ على أصابع اليد «٢٢٢» ، بل ان هذه المواطن التي أورد فيها بعض النصوص الشعرية قد أخذ منها محل الشاهد من القصيدة من دون إيراد أبيات أخرى منها.


(٢١٩) ينظر، المنتظم، مج ٢، ورقة ١٠٩، ١١٠، ١١٢، ١١٤، مج ٣، ورقة ٧، ٨، ١٠، الحكيم، كتاب المنتظم لابن الجوزي، ص ٦٣.
(٢٢٠) ينظر، الوفا بأحوال المصطفى، ص ٣- ٢٩.
(٢٢١) ينظر، المنتظم، مج ٢، ورقة ٢٨، ٧٩، ٨٢، ٨٤، ٨٨، ٩٥، ١٠٨، ١٤٩.
(٢٢٢) ينظر، الوفا بأحوال المصطفى، ص ٨٢، ٨٣، ٨٤.

<<  <   >  >>