للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب. مرحلة المبعث.

ج. مرحلة الوفاة.

وهذا التقسيم لحوادث السيرة عدّه أحد الباحثين فريدا في بابه ولم يسبقه أحد في ذلك من المؤرخين، بل كان هو صاحب السبق والريادة «٢٣٣» ، إذ عدّ ابن الجوزي حادثة مولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم المحور الذي تدور حوله بقية الحوادث التي تليها «٢٣٤» .

هذا هو المنحى الذي سلكه ابن الجوزي في عرضه حوادث السيرة، مع العلم أن منحاه هذا قد سبقه فيه المسعودي ولكن بصورة مختلفة عن التي عرضها ابن الجوزي، إذ قسم المسعودي حوادث السيرة إلى تقسيم ابن الجوزي نفسه ولكن باطلاق لفظ جوامع المولد أو جوامع الهجرة ... الخ من الحوادث «٢٣٥» ، ولكن يبقى المنحى الذي سلكه ابن الجوزي أكثر اتزانا وشمولية من المنحى الذي سلكه المسعودي في تقسيمه لمراحل السيرة الذي أمتاز تقسيمه بالعشوائية والاضطراب وعدم التناسق في عرض الحوادث من حيث أسبقيتها الزمنية وتداخل بعض الحوادث ببعضها، وذلك عند استعراضنا لإسهامات المسعودي في تطور كتابة السيرة النبوية في كتب التأريخ العام ضمن كتابه مروج الذهب «٢٣٦» .


(٢٣٣) ينظر، الحكيم، منهج ابن الجوزي في دراسة السيرة، مجلة الرسالة الإسلامية، ص ٩٣.
(٢٣٤) ينظر، المنتظم، مج ٢، ورقة ١٣٢.
(٢٣٥) ينظر، مروج الذهب، ٢/ ٢٨٠- ٢٨٢، ٢٨٥- ٢٩١، ٢٩٢- ٢٩٧.
(٢٣٦) ينظر، ص ١٢٢- ١٢٦ من هذه الدراسة.

<<  <   >  >>