للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويعدّ هذا الأمر تقليصا للموروث القبلي، أو الطابع الإفتخاري للقبائل حين عرض أسماء المنتسبين إلى القبائل من المشاركين في حوادث السيرة النبوية ولاسيما المشاركون الى جانب الرسول الأكرم، وإن ابن الجوزي بقيامه بهذا المنحى أراد سلخ هذا الطابع الموروث عند القبائل عن المصنفين الذين عرضوا أسماء أعلامها.

هذه هي المميزات التي أضفاها ابن الجوزي على كتابة السيرة والتي جعلته أحد المؤرخين الذين أسهموا في تطور كتابة السيرة النبوية؛ وقد اختزل ابن الجوزي هذا الجهد الذي بذله في كتابه [المنتظم] بمصنف صغير أسماه [شذور العقود في تأريخ العقود] افتتحه قائلا: " واني لما جمعت كتابي الجامع لنكت التواريخ المسمى ب [المنتظم في تأريخ الملوك والأمم] رأيته قد طال، مع اجتهادي في اختصاره فاثرت أن أجتني في هذا الكتاب من أعيان عيونه وأجتبي كلف التنقي من أفنان فنونه ما يكون في المثل كواسطة العقد وبيت القصيد والله الموفق" «٢٤٢» .

وجعل ابن الجوزي في مختصره هذا السيرة النبوية في صفحات قليلة «٢٤٣» ، وقد اتبع فيه الأسلوب نفسه الذي اتبعه في مفصله [المنتظم] إذ قسم السيرة على ثلاث مراحل «٢٤٤» ، ولم ينس التعرض إلى من توفي في هذه السنوات من


(٢٤٢) ابن الجوزي، شذور العقود، ورقة ٣، مخطوط مصور في دار صدام للمخطوطات برقم (٢٩٨٥٦) ، ورقة ٣.
(٢٤٣) ينظر، المصدر نفسه، ورقة ١٧- ٢٣.
(٢٤٤) ينظر، المصدر نفسه، ورقة ١٧، ١٨، ٢٠، ٢٣.

<<  <   >  >>