للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من قول هذا الباحث نرى أن السيرة النبوية ينطبق عليها مفهوم السير الموضوعية لأنها تدور حول تعرف حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وفهم معاني شخصيته وأحواله من قبل أناس آخرين.

بين لنا أحد الباحثين هذا الأمر إذ وصف السيرة الموضوعية بأنها لا تكتسب صفة السيرة بمعناها الحقيقي إلا إذا كانت تفسيرا للحياة الشخصية في جوها التاريخي «٢٩» ، ويضيف باحث آخر واصفا هذا الامر قائلا: " ان هذا النوع من التاريخ قد اعتمد على شيئين: الأول ما كان دائرا بين العرب في أخبار الجاهلية كجرهم، ودفن زمزم وقصة سد مأرب، ونحو ذلك، والثاني أحاديث رواها الصحابة والتابعون عن حياة النبي من ولادته ونشأته ودعوته إلى الإسلام وجهاده للمشركين وغزواتهم، وقد كان تأريخ النبي داخلا في ما يرويه من حديث، فلما رتبت الأحاديث في الأبواب جمعت السيرة في أبواب مستقلة، ثم انفصلت هذه الأبواب عن الحديث وألفت فيها الكتب الخاصة، وإن ظل بعض المحدثين يدخلونها ضمن أبوابها" «٣٠» ، فضلا عن هذا كله فإن مفهوم السيرة يعطي بعدا تأريخا أكثر من إعطائه بعدا أدبيا، وذلك بكون حياة الفرد وخصوصيتها هي المحور الذي تعالجه كتابة السيرة، وهذا المحور هو جزء لا يتجزأ عن المجتمع، ويصف هذه الفكرة المقدسي بقوله: " كلما كانت السيرة تعرض للفرد في نطاق المجتمع، وتعرض أعماله متصلة بالأحداث العامة أو منعكسة منها أو متأثرة بها فان السيرة في هذا الوضع تحقق غاية تأريخية، وكلما كانت السيرة تجتزئ بالفرد


(٢٩) عباس، فن السيرة، ص ١٥.
(٣٠) عفيفي، محمد الصادق، تطور التفكير العلمي عند المسلمين، مكتبة الخانجي، القاهرة ن ١٩٧٧، ص ٣٠٦.

<<  <   >  >>