للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صنف ابن شهر آشوب كتابه المناقب على غرار كتاب الطبرسي آنف الذكر بل كان الأخير أحد مصادره «٦٨» ، إذ خصص قسما كبيرا من هذا الكتاب للحديث عن سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وأحواله «٦٩» .

أسهمت هذه السيرة التي تضمنها هذا الكتاب في تطور ملحوظ بكتابة السيرة ضمن كتب سير الأئمة، وذلك للمنحى المغاير الذي إنتهجه في عرضها والذي خالف فيه سابقه الطبرسي عند عرضه لسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم، إذ تمثل هذا المنحى بجوانب عدة هي:

١. إن المقاصد والغايات التي كتب بها ابن شهر آشوب السيرة في كتابه هذا هي مقاصد وأهداف كان وراءها حافز عقائدي تمثل بدحض بعض الاراء والأفكار التي أثيرت على طائفته، فضلا عن تصحيح بعض الأخطاء التاريخية الشائعة في نظره، كما أشار إلى ذلك في مقدمة كتابه التي افتتحها بالقول: " لما رأيت كفر العداة والشراة بأمير المؤمنين ووجدت الشيعة والسنة في إمامته مختلفين وأكثر الناس عن ولاء أهل البيت ناكصين وعن ذكرهم هاربين وفي علومهم طاعنين ولمحبتهم كارهين انتبهت من نومة الغافلين، فصار لي ذلك لطفا في كشف الأحوال والنظر في اختلاف الأقوال ... فنظرت بعين الأنصاف ورفضت مذهب التعصب في الخلاف وكتب على نفسي أن أميز الشبهة من الحجة والبدعة من السنة وأفرق بين الصحيح والسقيم والحديث والقديم وأعرف الحق من الباطل والمفضول من الفاضل وانصر الحق وأتبعه وأقهر الباطل


(٦٨) ينظر، مناقب آل أبي طالب، ١/ ١٢.
(٦٩) ينظر، مناقب آل أبي طالب، ١/ ١٣- ٢٤٤.

<<  <   >  >>