للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في الحصول على إجازة بروايته حتى قرون متأخرة، وهذا ما يفسر لنا العدد الجم والغفير من المخطوطات التي وصلت إلينا من هذا الكتاب في معظم المكتبات العامة والخاصة والتي تحتفظ بالتراث الخطي.

نرى مما سبق ذكره أن هذا الاهتمام الذي حصل عليه هذا الكتاب راجع إلى منهجيته الدقيقة وريادته في كتابة هذا الجانب عن حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم، فضلا عن وجود جوانب أخرى أسهم بها الترمذي في تطور كتابة الشمائل من جهة والسيرة النبوية من جهة أخرى، وهذه الجوانب هي:

١. إيجاد منتخب بسيط يضم في طيات أوراقه ما تناثر من روايات في كتب الحديث عن أخلاق الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وطباعه وسجاياه وتصرفاته، فكان هذا الكتاب بوتقة انصهر فيها هذا الخضم الهائل من الروايات التي أوردتها كتب الحديث وما تناقلته شفاه الرواة في هذا الجانب من حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم فكان نتيجة لذلك كتاب ضم (أربع مئة حديث) ، في ستة وخمسين بابا «٢٠» ، فضلا عن ذلك كله بين الترمذي درجة القوة في كل حديث يورده من حيث صحته أو ضعفه «٢١» .

٢. الاستطراد في ذكر أحاديث وروايات لا تمت بصلة إلى عنوان الكتاب ومباحثه، إذ عرض فيه أسماء الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم «٢٢» ، وعمره الشريف «٢٣» ، وحادثة الوفاة «٢٤» ، وصولا إلى كيفية رؤيته في المنام «٢٥» .


(٢٠) ينظر، الشمائل النبوية، دار الشرق الجديد، بغداد، ١٩٨٦، ص ٤- ٢٢١.
(٢١) ينظرن المصدر نفسه، ص ٣٥، ٤٨، ١٩٧، ٢٠١.
(٢٢) ينظر، المصدر نفسه، ص ١٩٥.
(٢٣) ينظر، المصدر نفسه، ص ١٥٨.
(٢٤) ينظر، المصدر نفسه، ص ٢٠١.
(٢٥) ينظر، المصدر نفسه، ص ٢١٧.

<<  <   >  >>