للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن هذه التوسعة [الأفقية منها والعمودية] ناتجة من أتساع وشمولية لفظة أخلاق عن لفظة شمائل «٤٨» ، مع العلم أن ابن أبي الشيخ لم يكن مقتفيا أثر الترمذي في عرضه مادة الكتاب. إذ رأيناه في بعض الأماكن خاصة في الأبواب الأخيرة منه قد خالف الخطة التي سار عليها الترمذي في كتابه الشمائل، إذ لم يكرر ما أدخله الترمذي في كتابه بإيراد بعض الروايات حول أسماء الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وعمره ووفاته «٤٩» ، وغير ذلك من الروايات التي ختم بها الترمذي كتابه هذا «٥٠» ، كل هذه الأمور قد أغفلها ابن أبي الشيخ وذلك عند كتابته لمصنفه هذا وجدها غير مطابقة لعنوان الكتاب وما يبغيه من عرض لروايات تتصل بصفات الرسول وأخلاقه وسجاياه.

فضلا عن هذا كله لم تكن هذه التوسعة لتضخيم حجم هذا الكتاب بل اتبع ابن أبي الشيخ في عرضه للروايات التي أوردها فيه الاختصار في أسانيد الروايات وذلك بعدم تكرار شيوخ السند للحادثة التي رويت فيها روايات عدة ومن طرق مختلفة «٥١» .

٢. التسامح في إثبات الروايات وذلك من دون نقد أو تحليل لما ورد فيها «٥٢» ، خلاف ما نهجه الترمذي في كتابه الشمائل الذي لم يترك رواية أوردها


(٤٨) ينظر، الشمائل النبوية، ص ٤- ١٤.
(٤٩) ينظر، ابن منظور، مادة (خلق) ، ١٠/ ٨٦- ٨٧، مادة (شمل) ، ١١/ ٣٦٧- ٣٦٩.
(٥٠) ينظر، الشمائل النبوية، ص ١٩٥- ٢٠١.
(٥١) ينظر، المصدر نفسه، ص ٢١٢- ٢٢٢.
(٥٢) ينظر، أخلاق النبي، ص ١٨، ٢٠، ٣٦، ٨٠، ١٠٣، ١٥١.

<<  <   >  >>