للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نهج الكلاعي في كتابه هذا منهجا مغايرا لما ألفته المصادر التي سبقته عند عرضها حوادث السيرة، فإنه لم يكن مقلدا لها بل كان صاحب نهج مستقل تمثل بمحاور عدة هي:

١. استعمال المحسنات البديعية في كتابة فقرات مختلفة من كتابه «٤٠» ، فمن هذه الفقرات ذكره لحادثة مولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم إذ يقول فيها: " فولد عبد الله بن عبد المطلب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، خاتم النبيين وسيد المرسلين، ونخبة الخلق أجمعين، فنسبه أشرف الأنساب وسببه إلى الله سبحانه واصطفائه واختياره له أفضل الأسباب، وبيته من قريش أواسط بيوتها الحرمية وأعرق معادنها الكرمية، ... لؤاهم على من ناوأهم منصور وسؤدد البطحاء عليهم مقصور والعيون إليهم آية سلكوا صور" «٤١» .

وصف محقق كتاب الكلاعي هذا الأسلوب بالقول انه كان: " يلتزم شارات عصره من السجع والجناس والطباق وغير ذلك من المحسنات، فلذلك كان الأسلوب المرضي في ذلك الحين، ولكنه كان يتميز بحاسة مرهفة في اختيار الكلمات الرقيقة وحسن الملائمة بينها في الأسلوب وذلك هو مجال التفاضل بين الكتاب ... وتحسف روح كاتب يطاوعه الأسلوب وتحضره الكلمات المعبرة، ومع التزامه بالسجع فلا تجد فيه عبارة مستكرهة ولا لفظة مجتلبة في غير موضعها مع عاطفة بادية وشعور نابض" «٤٢» .


(٤٠) ينظر، المصدر نفسه، ١/ ٣- ٤، ٣٥، ٤٣- ٤٤، ١٤٤- ١٤٥.
(٤١) ينظر، المصدر نفسه، ١/ ٣٤- ٣٥.
(٤٢) عبد الواحد، مصطفى، مقدمة التحقيق لكتاب الاكتفا، صفحة هـ.

<<  <   >  >>