ولكن هذا المخطوط من هذا التراث لم نستطع الحصول عليه لعدم توفر الوسائل والامكانات التي تساعدنا على الوصول إليه، وقد كفانا أحد الباحثين مؤونة إحصاء تلك المصنفات، وجوانب سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم، إذ أجمل كل واحد منها على حدة، وأدخله في الحقل الذي ينتمي إليه في سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم «٣٤» .
هذه هي المصنفات التي كتبت باستقلالية عن جوانب متعددة من سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم مع ذكر المحاور التي تناولتها، والتي شكلت بمجملها تطور جذريا في كتابة السيرة النبوية، مع الإشارة ضمنا إلى أن هذا التطور الذي اوجدته هذه المصنفات لكتابة السيرة هو تطور أفقي، وذلك لكثرة الجوانب التي تناولتها هذه المصنفات من سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم والاقتصار في الحديث عن هذه الجوانب بمصنف واحد أو مصنفين أو أكثر في حالات نادرة، وإن وجد فهو تكرار لما سبق من مصنفات كتبت في الموضوع نفسه، وهذا ما أدى إلى انحسار التطور العمودي الذي ظهر في جوانب قليلة من هذه المصنفات ولا سيما كتب الشمائل والدلائل.
كان هذا التطور في كتابة السيرة النبوية بتخصيص مصنفات مستقلة تتناول جوانب مجتزئة من سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم بالإشباع والاستقصاء من أخريات بل خاتمة التطورات التي حصلت في كتابة السيرة النبوية، وذلك لأن المصنفات التي كتبت بعد المدة قيد الدراسة قد انحصر فيها التطور والتجديد واقتصرت على تكرار ما ذكرته المصنفات السابقة، باستثناء ظهور نمط جديد بعد هذا العصر
(٣٤) ينظر، المنجد معجم ما ألف عن رسول الله، ص ٣٧- ٤٠، ٤٤- ٤٥، ٢٣٦- ٢٣٧، ٢٩٢- ٢٩٣، ١٩٨- ٢٠٠.