للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشديد فأسلوبها مما لا نألفه في أساليب تلك الفترة وعبارتها غريبة عن الرجل الذي يعيش في ذلك العصر وكان للخيال فيها دور كبير، ولذلك إن صحت نسبتها لوهب فأننا لا نستطيع إطلاق صفة مؤرخ بل قصاص" «٨٧» .

إن الذي دفعنا لإثارة هذه الشكوك حول صحة كتابة وهب لمغازي الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم هو أننا لم نجد في أثناء تصفحنا للكتب التي تحدثت عن سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم رواية ينتهي سندها إلى وهب أو يكون هو في أحد طرقها هذا من جانب، ومن جانب آخر كانت معظم الروايات التي وصلت إلينا عن وهب تتضمن عرضا لأخبار الأنبياء والرسل والأمم والأقوام السالفة «٨٨» ، مع ذكر ابن النديم (ت ٣٨١ هـ) أن له كتابا في هذه المحاور من التأريخ «٨٩» ، وهذا ما دفع بهوروفتس إلى عدّ اسهامات وهب في هذه الجوانب من التأريخ مدخلا متمما لسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم، لارتباط الرسالات التي استعرضها وهب بالرسالة التي أتى بها محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلّم «٩٠» ، فضلا عن ذلك فقد عدّ أحد الباحثين تدوين وهب لأخبار الرسل والأمم السالفة حافزا للمؤرخين الذين أتوا بعده على جعلهم وهبا من أوائل من قدم نموذجا للتأريخ العالمي متمثلا في تأريخ الرسالات؛ حتى


(٨٧) نصار، نشأة التدوين التاريخي عند العرب، ص ٥٠.
(٨٨) ينظر، الطبري، تأريخ الرسل والملوك، ١/ ١٠، ٣٩، ٤١، ٤٣، ١٠٨، ١٧٦، ٢٠١، ٢٢٦، ٣٠٠، ٣٠٤، ٣٢٢، ٤٠٧.
(٨٩) ينظر، الفهرست، ص ٢٤.
(٩٠) المغازي الأولى، ص ٣٤.

<<  <   >  >>