للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد اسهم هذا الرجل في تطور كتابة السيرة النبوية بنقلة نوعية، وتمثل هذا الاسهام بعدة جوانب هي:

١. ترتيب الحوادث التي تعرض لها بحسب قدمها الزمني «٩٥» ، وهذه النتيجة مستوحاة من القوائم التي ذكرها محمد بن إسحاق للمغازي وتأريخها من أولها إلى آخرها بالاعتماد على ما كتبه عبد الله بن أبي بكر في هذا الجانب «٩٦» ، مع الإشارة إلى أن هذا الكلام لا ينطبق على السيرة حسب بل شمل الحوادث الأخرى لتاريخ الإسلام التي ذكرها ضمن أخباره التي رواها أو التي دونها «٩٧» .

يستدل من هذا على أن عبد الله بن أبي بكر لم يكن مسترسلا في ذكر الحوادث التأريخية بل كان يحاول ضبط الواقعة بحسب سبقها الزمني مع ذكر تأريخ وقوعها، وهذا ما دفع بأحد الباحثين إلى جعله أول واضع للمنهج الحولي عند المسلمين «٩٨» .

٢. إيراده بعض الوثائق التي كتبت بأمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم والتي أرسلها إلى الملوك والقبائل، أو الوصايا التي أوصى بها صلى الله عليه وآله وسلّم عماله على البلدان «٩٩» ، ومن ذلك الرسالة التي بعثها الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم إلى ملوك حمير في اليمن «١٠٠» ، أو الوصية التي أوصى بها الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم جد عبد الله الأكبر عمر بن حزم، وذلك حين


(٩٥) هوروفتس، المغازي الأولى ومؤلفوها، ص ٤٣.
(٩٦) ينظر، ابن هشام، السيرة، ١/ ٥٩٤، ٢/ ٣١٠، ٣٠٢، ٢٩٣، ٢٢٥، ٢٠١، ١٩٣، ١٠٨، ٥٥.
(٩٧) ينظر، الطبري، التاريخ، ٣/ ٣٣٩، ٣٨٧، ٤٥٩، ٥٧٥، ٤/ ٢١٤، ٤٣٢، ٦/ ١٩٢.
(٩٨) مصطفى، التأريخ العربي والمؤرخون، ١/ ١٥٦.
(٩٩) هوروفتس، المغازي الأولى ومؤلفوها، ص ٤٣.
(١٠٠) ينظر، ابن هشام، السيرة، ٢/ ٥٩٤.

<<  <   >  >>