للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يدونون فيها ما يحفظونه خوفا من النسيان «١١٥» ، واستدل أحد الباحثين على كون عاصم قد دون معلومات عديدة عن سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم بالاعتماد على الروايات الطويلة التي كان يرويها للناس «١١٦» ، ومنها روايته لحادثة إسلام سلمان الفارسي «١١٧» .

وتبقى هذه الاراء مجرد استنتاجات شخصية لا تؤكدها القرائن، إذ اعطى العسلي توضيحا لهذا اللبس بعد استعراضه للنقول التي ورد فيها اسم عاصم بن عمر حين قال: " وبالرغم من أنه كان عالما بالمغازي ورجال الصحابة لم يرد ذكر لكتاب ألفه عاصم بن عمر بن قتادة في المغازي، فالمعلومات التي وصلت عنه جاء معظمها عن طريق رواية ابن إسحاق رواها ابن هشام والواقدي وابن سعد والطبري، أما من جاء بعدهم من المؤرخين فهم ينقلون المعلومات نفسها التي قدمها ابن هشام وابن سعد والطبري" «١١٨» .

مع كل ما ذكرناه من آراء فإن ذلك لا يمنع من أن يكون عاصم قد اكسب كتابة السيرة روافد جديدة لم تألفها سابقا إذ تمثلت هذه الروافد ب:

١. بروز الاتجاه القبلي في رواية أحداث السيرة، إذ تمثل ذلك بالتركيز في رواية أحداث المرحلة المدنية من الدعوة الإسلامية وإبراز دور الأنصار فيها


(١١٥) مصطفى، تأريخ العرب والمؤرخون، ١/ ٧٦- ٧٧.
(١١٦) محمد عطه الله، مقاصد المؤرخين المسلمين في التراجم والسير، رسالة ما جستير غير منشورة، كلية الاداب، جامعة بغداد، ١٩٩٦، ص ٥١.
(١١٧) ينظر، ابن هشام، السيرة، ١/ ١٩٨- ٢٠٤.
(١١٨) عاصم بن عمر، ص ٢٢٨.

<<  <   >  >>