للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مفتوحا لمن يأتي بعده ليكمل ما بدأه ويسد الثغرات التي ظهرت في أثناء عرضه حوادث السيرة في تطعيمها بما رافقها من أمور أغفلها أو لم يصل إلى تفاصيلها.

٣. إيراد الشواهد من الايات القرآنية التي نزلت في الحوادث التي تطرق لذكرها، وذلك أنها تعطي وثاقة للخبر الذي يرويه في تلك الروايات «١٥٨» .

أشار الدوري إلى أن هذا المنحى في إيراد الروايات مشفوعة بما نزل فيها من القرآن، قد أظهر بجلاء أن دراسة القرآن بما يحفل به من إشارات إلى شؤون المسلمين بالمدينة بخاصة كان عاملا مساعدا على ظهور الدراسات التأريخية الشاملة «١٥٩» .

٤. إيراد ما قيل من شعر في الحوادث التي عرضها من أخبار السيرة «١٦٠» ، وهذا راجع إلى أن الزهري كان رواية للشعر ومتذوقا له «١٦١» .

علل الدوري هذا المنحى من قبل الزهري بالقول: " وهذا طبيعي إذا تذكرنا أن الناس عامة كانوا يميلون للشعر وأنه كان عنصرا أساسيا للثقافة" «١٦٢» .

هذه هي الجهود التي قام بها الزهري والتي أسهمت اسهاما جادا في تطور كتابة السيرة، وأحدثت نقلة نوعية فيها فضلا عن عرض أحداثها بأسلوب سهل وبسيط «١٦٣» .


(١٥٨) ينظر، الواقدي، المغازي، ٢/ ٦١٢- ٦٢٤، ٦٣١- ٦٣٣.
(١٥٩) ينظر، بحث في نشأة علم التأريخ عند العرب، ص ٩٤.
(١٦٠) ينظر، الطبري، تأريخ الرسل والملوك، ٣/ ٦٨- ٨٩، ابن كثير، البداية والنهاية، ٩/ ٣٤٣.
(١٦١) ينظر، الفسوي، المعرفة والتأريخ، ١/ ٥٦١- ٥٦٢.
(١٦٢) بحث في نشأة علم التأريخ عند العرب، ص ٩٥.
(١٦٣) ينظر، نصار، نشأة التدوين التأريخي عند العرب، ص ٦٥.

<<  <   >  >>