تلك الأقوام الى اعتناقه علما ان كثيرا منها لم تكن في ظل الدولة التي أقامها الاسلام وامتد سلطانها في بلاد الشرق الأوسط من أوسط اسيا شرقا الى المحيط الأطلسي غربا، ولم يتراجع المسلمون في الأندلس اثر تدابير شرسة وعنيفة شنها عليهم أعداؤهم.
عرض السيد عمار عبودي نصار في دراسته الموسومة (تطور السيرة النبوية عند المؤرخين المسلمين) المصنفات (المصادر) والأبحاث التي تناولت سيرة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) منذ صدر الإسلام بما في ذلك المصنفات المستقلة التي عرضت سيرة الرسول من مولده إلى وفاته ثم الأبحاث عن مولد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته وأزواجه وشمائله وأخلاقه وأعلام النبوة ودلائلها وخصائصه وهي جوانب لم يعن بها الباحثون المحدثون. وأورد في ثنايا بحثه أسماء عدد من المؤلفات والمؤلفين في هذه المواضيع وأشار الى بعض ارائهم. فقدم بذلك كنزا من المعلومات التي لا يستغني عنها باحث في هذا الميدان. وأبدى تعليقات قيمة ضمن كلام يحتاج بعضه الى تركيز ولكنه لا يحجب حقيقة غنى الرسالة بالمعلومات الواسعة والملاحظات السديدة التي قلما تطرق اليها الباحثون القدامى. ولا ريب في ان الرسالة تسد فراغا واسعا وترفعها الى مستوى المراجع التي لا يستغني عنها الباحثون في هذا الميدان.