للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٥١ - قال المصنف - رحمه الله -[١/ ٦٦٧]: وَفِيه (١) أيْضَاً، عَنْ بِلالِ بنِ الحَارِثِ - رضِيَ اللهُ عَنْهُ - قالَ: نَزَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - في بَعْضِ أَسْفَارِهِ بِالعَرْجِ (٢)، فَتَوَجَّهَتُ نَحْوََهُ، فَلمَّا قَارَبْتُه، سَمِعتُ لَغَطاً وخُصُومَةَ رِجَالٍ، لمْ أسمَعْ لُغَةً (٣) أحدَّ مِنْ ألسِنَتِهم، فوَقَفْتُ حتَّى جَاءَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وهُوَ يَضْحَكُ، فَقَالَ: «اخْتَصَمَ إليَّ الجِنُّ المُسْلِمُونَ وَالجِنُّ الُمشْرِكُونَ، وَسَأَلُونِي أَنْ أُسْكِنَهُمْ، فَأَسْكَنْتُ المُسْلِمِينَ الجَلْسَ، وأَسْكَنْتُ المُشْرِكِينَ الغَوْرَ».

[إسناد الحديث ومتنه]

قال الطبراني - رحمه الله -: حدثنا خَالِدُ بن النَّضْرِ الْقُرَشِيُّ، قال: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بن سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، [قال: حدثنا عبد الله بن كثير بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري (٤) قال: حدثنا كَثِيرُ بن عبد اللَّهِ بن عَمْرِو بن عَوْفٍ الْمُزَنِيُّ، عن أبيه، عن جَدِّهِ، عن بِلالِ بن الْحَارِثِ، قال: خَرَجْنَا مع رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - في بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَخَرَجَ لِحَاجَتِهِ، وكان إذا خَرَجَ لِحَاجَتِهِ يَبْعُد، فَأَتَيْتُهُ بِإِدَاوَةٍ من مَاءٍ، فَانْطَلَقَ، فَسَمِعْتُ عِنْدَهُ خُصُومَةَ رِجَالٍ وَلَغَطًا لم أَسْمَعْ مِثْلَهَا، فَجَاءَ، فقال: «بِلالُ». فقلتُ: بِلالُ. قال: «أَمَعَكَ مَاءٌ»؟ قلت: نعم. قال: «أَصَبْتَ»، فَأَخَذَهُ مِنِّي، فَتَوَضَّأَ؛ قلتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، سمعتُ عِنْدَكَ خُصُومَةَ رِجَالٍ وَلَغَطًا ما سمعتُ أَحَدَّ من أَلْسِنَتِهِمْ. قال: «اخْتَصَمَ عِنْدِي الْجِنُّ الْمُسْلِمُونَ وَالْجِنُّ الْمُشْرِكُونَ؛ سَأَلُونِي أَنْ أُسْكِنَهُمْ، فَأَسْكَنْتُ الْمُسْلِمِينَ الْجَلْسَ، وَأَسْكَنْتُ الْمُشْرِكِينَ


(١) أي في كتاب «خيرُ البِشَر بخَيرِالبَشَر» لمحمد بن ظفر (ص٢٠٧).
(٢) العَرْجُ: عقبةٌ بين مكة والمدينة على جادَّةِ الحاج. ينظر: «معجم البلدان» (٤/ ٩٩).
(٣) كلمة (لغة) ليست في مطبوعة «خير البِشَر».
(٤) مابين المعكوفتين، ساقط من مطبوعة «المعجم الكبير» للطبراني، والتصحيح كما في آخر الحديث: (قال عبد الله بن كثير: قلت لكثير .. )، وأيضاً أورده الشبلي في «آكام الجان» (ص٤٧) من طريق الطبراني، وجاء أيضاً في «العظمة» لأبي الشيخ - كما سيأتي في التخريج -.

<<  <   >  >>