للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٢٠١) - ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾.

﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا﴾: إن المؤمنين المتقين الله ﴿إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ﴾: إذا نالهم وسوستُه (١).

قيل: كأنه: طافت بهم ودارت حولهم فلم تقدر أن تؤثِّر [فيهم] (٢).

ومبناه الغُفول عن دلالة المسِّ على التأثير (٣).

وقرئ: (طَيْفُ) (٤)، والطَّيف والطائف: ما ألمَّ بالإنسان من عوارض الشيطان.

وقرئ: (طيِّفُ) بتشديد الياء (٥)، قال الزجَّاج: طاف الخيال يَطيفُ: إذا ألمَّ به، وطاف عليهم يطوف، أي: دار (٦). ومَن جعَل هذا من الطوف الواوي قال: (طَيْفٌ) أصله: (طيِّفٌ) بالتشديد، ثم خُفِّف كالهيْن والهيِّن.

والمراد من الشيطان الجنس ولذلك جُمع ضميره.

﴿تَذَكَّرُوا﴾ ما أَمر الله به ونهَى عنه ﴿فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾ بسبب التذكُّر مواقعَ الخطأ (٧) ومكائدَ الشيطان، فيحترزون عنها ولا يتَّبعونه فيها.


(١) في (م): "وسوسة".
(٢) انظر: "تفسير البيضاوي" (٣/ ٤٧)، وما بين معكوفتين منه.
(٣) في (ف) و (ك): "التأثر".
(٤) هي قراءة ابن كثير وأبي عمرو والكسائي. انظر: "التيسير" (ص: ١١٥).
(٥) تنسب لسعيد بن جبير. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٤٨)، و"البحر" (١٠/ ٤٦٣).
(٦) انظر: "معاني القرآن" للزجاج (٢/ ٣٩٦).
(٧) في (ف): "الخطاب".