للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿اطْرَحُوهُ أَرْضًا﴾ منكورةً مجهولةً بعيدةً عن العمران، وهو معنى تنكيرها، ولإبهامها (١) نُصبتْ نَصْبَ الظروف المبهَمة، والمعتبَرُ فيها أن لا يكون محدودًا بالحدود ومحصورًا بالأقطار، ولا ينافيه التقييدُ بنوع من القيود.

﴿يَخْلُ﴾ جزمٌ لأنَّه جواب الأمر، ومعناه: يَخْلُصْ وَيصْفو.

﴿لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ﴾ فيُقبلْ عليكم بكلِّيَّته، لا يلتفتْ عنكم إلى غيركم، وذِكْرُ الوجه لتصوير إقباله عليهم؛ لأن مَن أقبل على الشيء يكون وجهه في جانبه.

ويجوز أن يكون المراد بالوجه: الذاتُ، كما في قوله: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ﴾ [الرحمن: ٢٧]؛ لأنَّه إذا صفَتْ محبتُه لهم يكون لهم وحده غيرَ مشترَكٍ فيه.

﴿وَتَكُونُوا﴾ جزمٌ عطفًا على ﴿يَخْلُ﴾، أو نصبٌ بإضمار (إنْ)، والواو بمعنى: مع.

﴿مِنْ بَعْدِهِ﴾: مِن بعدِ يوسف، أو: مِن بعدِ قتلهِ أو طرحهِ أو الفراغِ من أمره.

﴿قَوْمًا صَالِحِينَ﴾: تائبين إلى الله تعالى عما جنَيتم عليه، أو: ذي صلاحٍ في أمر دنياكم؛ لانتظامه بخلوِّ وجه أبيكم لكم، أو بصلاحِ ما بينكم وبينَ أبيكم بعذرٍ تمهدونه له.

* * *

(١٠) - ﴿قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ﴾.


(١) في "تفسير البيضاوي" (٣/ ١٥٦): (وهو معنى تنكيرها وإبهامها ولذلك)، والمعنى عند التأمل واحد.