﴿كَلَّا﴾؛ أي: ليس الأمر كما ظنُّوا ﴿سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ﴾ الضمير للآلهة؛ أي: سيجحدون عبادتهم، ويقولون: واللهِ ما عبدونا؛ لقوله تعالى: ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا﴾ [البقرة: ١٦٦].
أو للمشركين؛ أي: يُنكِرون أن يكونوا قد عبدوها، كقوله: ﴿وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام: ٢٣].
﴿وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا﴾: خصمًا؛ لأن الله تعالى يُنطقهم فيقولون: يا ربِّ، عذِّب هؤلاء الذين عبدونا مِن دونك، والضِّدُّ يقع على الواحد والجمع في مقابلةِ ﴿لَهُمْ عِزًّا﴾، والمراد ضدُّ العزِّ، وهو الذُّلُّ والهوان، يكونون عليهم ضدًّا لِمَا قصدوه من العزِّ، على معنى: أنها تكون معونةً في عذابهم؛ بأن تُوقَد بها نيرانهم.
أو جُعل الواو للكفرة؛ أي: ويكونون كافرين بهم بعد أن كانوا يعبدونها، وتوحيده لوحدة المعنى الذي به مضادَّتهم، فإنَّهم بذلك كالشيء الواحد، ونظيره قوله ﵇:"وهم يدٌ واحدةٌ على مَن سواهم"(١).
(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٩٥٩)، والنسائي (٤٧٣٤)، وأبو داود (٤٥٣٠)، من حديث علي بن أبي طالب. ورواه الخطابي في "غريب الحديث" (١/ ٥٥٣)، وأبو داود (٢٧٥١)، وابن ماجه (٢٦٨٥) والإمام أحمد في "المسند" (٦٧٩٧)، من حديث عبد الله بن عمرو بن =