للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٤٣) - ﴿قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ﴾.

﴿قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ﴾ لم يُرِدْ به أمرَهم بالسَّحر والتَّمويه، بل الإذنُ في تقديم ما هم فاعلوه لا محالة؛ توسُّلاً به إلى إظهار الحقِّ، ولذلك زاد قوله: ﴿مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ﴾ فإنَّ قوله: ﴿أَلْقُوا﴾ كان كافياً في جوابهم حين قالوا: ﴿إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ﴾ [الأعراف: ١١٥].

* * *

(٤٤) - ﴿فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ﴾.

﴿فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا﴾؛ أي: جاؤوا بسحرٍ عظيمٍ وقالوا، فالواو فصيحةٌ.

﴿بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ﴾ أقسموا بعزَّته، وهي مِن أيمان الجاهليَّة. والعزَّةُ: القدرةُ (١) التي يُمتَنع بها مِن إلحاقِ ضيمٍ لعلوِّ منزلَتِها.

* * *

(٤٥) - ﴿فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ﴾.

﴿فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ﴾ الفاءُ فصيحةٌ تنبئ عن مقدَّر ذُكِرَ في سورة الأعراف.

﴿فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ﴾ التَّلقُّفُ: تناول الشَّيء بالفم بسرعة.

﴿مَا يَأْفِكُونَ﴾: ما يخيلونه (٢) منقلِباً عن وجهه بتمويههم وتزويرهم، أو: إفكَهم؛ تسميةً للمأفوك به مبالغةً.


(١) في (ع) و (ي): "القوة".
(٢) في (ف) و (م): "يحيلونه"، و في (ع): "يحبونه".