للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بمحذوفٍ، وهو على ما ذكر في سورة الأعراف: ﴿إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا﴾ [الأعراف: ١٢٣]، ثمَّ خبَّرَ بما كَنى عنه فقال:

﴿لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ﴾ مِن كلِّ (١) شِقٍّ طرفاً، وهذه الطَّريقةُ في السِّياسة على الحكمة؛ فإنَّه حينئذٍ لا ييأس الجاني عن الحياة والتَّعيُّش، فيكون القتلُ بعدَه سياسةً أخرى، بخلافِ ما إذا قُطِعا مِن شِقٍّ واحدٍ، فإنَّه حينئذٍ يكون القتلُ راحةً وإزاحةً للعذابِ المَحْضِ.

﴿وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ﴾؛ أي: لا أتركُ أحداً منكم لا (٢) تنالُه عقوبتي.

* * *

(٥٠) - ﴿قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ﴾.

﴿قَالُوا لَا ضَيْرَ﴾: لا ضررَ، وخبر ﴿لَا﴾ محذوفٌ؛ أي: في ذلك، أو: علينا.

﴿إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ﴾ قد تقدَّم تفسيرُه في سورة الأعراف.

* * *

(٥١) - ﴿إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ﴾.

﴿إِنَّا نَطْمَعُ﴾ الطَّمعُ: طلبُ النَّفسِ للخير الذي يُقدَّر فيها أنَّه يكون.

﴿أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا﴾؛ أي (٣): ما فعلناه مِن السِّحر وغيره. والخطيئةُ: الزَّوالُ عن الاستقامة المؤدِّية إلى الثَّوابِ.

﴿أَنْ كُنَّا﴾: لأن كنَّا ﴿أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ مِن أتباعِ فرعونَ، أو مِن أهلِ المشهدِ.


(١) "كل" سقط من (ف) و (م) و (ك).
(٢) في (ف): "إلا".
(٣) "أي" من (م).