للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تشبيهًا، أو للتَّعجيب (١) مِن ذلك الأمرِ، أو تعجُّبٌ مِن موسى لِمَا دهاه (٢) مِن عظمتِه.

* * *

(٩) - ﴿يَامُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.

﴿يَامُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ﴾ الهاء للشَّأن، و ﴿أَنَا اللَّهُ﴾ جملةٌ مفسِّرة له، أو للمتكلِّم (٣) و ﴿أَنَا﴾ خبره، و ﴿اللَّهُ﴾ بيانٌ له.

﴿الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ صفتان للهِ ممهِّدتان لِمَا أراد أنْ يُظهِرَ على يده من المعجزة لمصلحةِ إثباتِ النُّبوَّةِ.

* * *

(١٠) - ﴿وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَامُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ﴾.

﴿وَأَلْقِ عَصَاكَ﴾ عطفٌ على محذوفٍ، تقديرُه يُفهَم مِن التَّفصيل المذكور في سورة طه، لا على ﴿بُورِكَ﴾؛ لأنَّ الفصل بينهما بتجديد النِّداء في قوله: ﴿يَامُوسَى﴾ يأباه.

﴿فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ﴾ حالٌ من المفعول، والاهتزازُ: تحرُّكٌ بحركتَيْنِ متدافِعَتَيْنِ.

﴿كَأَنَّهَا جَانٌّ﴾؛ أي: حيَّةٌ سريعةُ الحركةِ.

﴿وَلَّى﴾ و موسى ﴿مُدْبِرًا﴾: أعرضَ عنها، وجعلها تلي ظهرَه خوفًا منها بمقتضى البشريَّة.


(١) في (ف) و (ع): "للتعجب ".
(٢) في (م): "رآه ".
(٣) أي: للمتكلم المنادي له، فالتقدير: إنّ المنادي المتكلم أنا. انظر: "حاشية الشهاب" (٧/ ٣٥).