للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حسبنا ونعم الوكيل.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: قد من الله تعالى بالعون على تلبية الداعي بالسمع والطاعة وجمع ما التمس جمعه على حسب الاستطاعة، وإيداع هذا المجموع من الآثار في المعنى المقصود ما فيه كفاية ومقنع، وجمع أصول لجمعه وبذل جهد ليس في المزيد عليه مطمع، على أني في ذل مغترف من حياض لست في اغترافي منها بخبير، ومغترف في كل فن بالعجز والتقصير، متصدياً لإزهار عواري، متصف بوصف أنا منه عاري، غير أني كسهم إن أصاب حمد مسدده، وسيف إن قطع شكر مجرده، فما وجد في ذلك من خطإ فليصلحه بفضله من علم وجه الصواب فيه ورام، وما كان فيه من صواب فرب رمية من غير رام.

وهذا آخره، نحمد من ليس له آخر.......

ووقع ذلك في سلخ ربيع الآخر، الذي من سنة ثمان وخمسين وستمائة، أحسن الله تعالى تقضيها، وكف أكف من سلطهم على انتهاك حرمة من تكفل بها وبأهليها، ومنحنا ما لا ينقص من ملكه شيئاً، وهو العفو عن موجبات هذه الضرا، وسلك بنا سبل رضاه، فإنا لا نملك لأنفسنا نفعاً ولا ضراً، على يدي المعتني بجمعه وكتبه، المعني بأعباء وزره وذنبه، الراجي ممن لا تضره الذنوب ولا تنفعه المغفرة، العفو والعافية في الدنيا والآخرة.

يوسف بن يحيى بن علي المقدسي الشافعي السلمي

بمدينة دمشق، حرسها الله تعالى وسائر بلاد الإسلام وأهله، وأعز منار الدين الحنيف وقصم من

<<  <   >  >>