وتوفي الشيخ كمال الدين المجذوب في يوم الاثنين سادس عشر شوال ودفن بالقرافة وكانت جنازته مشهودة وكان لبعض الناس فيه اعتقاد حسن ومات وهو في عشر السبعين تقريبا رحمه الله.
وتوفي جانبك بن عبد الله الجكمي الأمير سيف الدين أحد أمراء العشرات ورأس نوبة في يوم السبت تاسع عشري شوال وكان متوسطه السيرة مهملا واصله من مماليك جكم من عوض المتغلب على حلب وهو أيضاً ممن تأمر في الدولة الظاهرية جقمق ولم يكن ممن له ذكر في الدولة حتى تشكر أفعاله أو تذم عفا الله عنه.
وتوفي الشريف حسن أحد التجار بثغر الإسكندرية بها في ذي القعدة وخلف مالا كثيرا وكان غير مشكور السيرة في دينه عفا الله عنه.
فعند ما تم أمره - يعني أمر محمد السفطي - ولت عنه الدنيا واخذ أمره في انحطاط ولله در القائل
إذا تمَّ أمر بدأ نقصه ... توقً زوالا إذا قيل تم
ولما ولي القضاء ساء سيرته فوجد عدوة أو الخير النحاس بذلك سبيلا للتكلم فيه عند السلطان فتكلم وأمعن ولا زال به حتى أخرج عنه جميع وظائفه شيئا بعد شيء حسبما تقدم في وقته مياومة إلى أن عزله عن القضاء في سنة اثنتين وخمسين فعند ذلك انحط قدره إلى البهموت ونال منه أعداءه ما أملوه ثم التفت السلطان لأخذ ماله ومال عليه حتى حبسه بالمقشرة مع أرباب الجرائم ورسم بتوجهه إلى بيت قاضي الشافعية ماشيا غير مرة كما ذكرناه في اصل هذا الكتاب في محلة وقاسي أهوالا وشدائد وذلا وبهدله إلى أن اختفي نحو ثمانية أشهر ولم يظهر حتى نكب أبو الخير النحاس ولله در القائل (البسيط)
ولما نكب النحاس تراجع أمر السفطي قليلا بعد ظهور من الاختفاء وولي مشيخة الجمالية فلم تطل مدة ومات وكان ذا أوراد هائلة وصلاة وخشوع وصوم وعبادة مع بذاءة لسان وفحش في لفظة وبطش وجبروت وبخل زائد حتى على نفسه عاملة الله ما يستحق.