للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسولُ الله ، وقد حفزه النفَس، فعرفتُ في وجهه أن قد حفزه شيء، فما تكلّم حتى توضّأ، وخرج، فلصِقتُ (١) بالحجرة، فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "أيها الناس إنّ الله ﷿ يقول لكم: مُرُوا بالمعروف وانهوا عن المنكر، قبل أن تدعوني فلا أجيبَكم، وتستنصروني فلا أنصرَكم، وتسألوني فلا أعطيَكم".

وقال العمري الزاهد (٢): إن من غفلتك عن نفسك وإعراضك عن الله أن ترى ما يُسخِط الله، فتتجاوزَه، ولا تأمرَ فيه، ولا تنهى عنه، خوفًا ممن لا يملك (٣) ضرًّا ولا نفعًا.

وقال: من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مخافةً من المخلوقين نُزِعَتْ منه الطاعة، ولو أمر ولده أو بعض مواليه لاستخفَّ (٤) بحقّه (٥).

وذكر الإِمام أحمد في مسنده (٦) من حديث قيس بن أبي حازم قال:


(١) ز: "فالتصقت".
(٢) ف: "عمران الزاهد"، خطأ. وهو أبو عبد الرحمن عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب. روى عنه ابن عيينة وابن المبارك وغيرهما. كان قوّالًا بالحق، أمّارًا بالمعروف، لا تأخذه في الله لومة لائم. توفي سنة ١٨٤ هـ. انظر سير أعلام البلاء (٨/ ٣٧٣).
(٣) س: "يملك لك".
(٤) ز: "لاستخفّوا".
(٥) أخرجه ابن أبي الدنيا في العقوبات (٣٨) وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (١٤) وأبو نعيم في الحلية (٨/ ٢٨٤) والمقدسي في الأمر بالمعروف (٤٩). وسنده حسن.
(٦) ١/ ٢، ٧ (١، ١٦، ٢٩، ٣٥، ٣٥). وأخرجه أبو داود (٤٣٣٨) والترمذي =

<<  <  ج: ص:  >  >>