وقال ابن فارس في "مقاييس اللغة" ٢/ ٢٧٩: "هو أن تميل الشيء إليك بصوت وكلام يكون منك". وقال-صلى الله عليه وسلم-: "الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ". ولذلك قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: ١٨٦]، فألغى الواسطة بينه وبين عباده وأما في قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} [البقرة: ١٨٩]. - {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى} [البقرة: ٢٢٢]. - {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء: ٨٥]. [وانظر الآيات: ٢١٥، ٢١٧، ٢١٩، ٢٢٠ من سورة البقرة، و ٤ من سورة المائدة، و ١٨٧ من سورة الأعراف، و١ من سورة الأنفال، و ٨٣ من سورة الكهف، و١٠٥ من سورة طه]. فإننا نرى أنه -تبارك وتعالى- قد أمر نبيه بقوله: (قُلْ) أن يبلغ السائلين، وهذه وظيفته التي رسمها الله تعالى له بقوله: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} =