" وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون "(المائدة: ١٠٤)
ولكن الماضى يعاب يوم يكون أمجاد الإسلام وهداياته، ويترك ليؤثر فى الكيان الدولى يوم يكون إقامة لإسرائيل وإحياء لترهات العهد القديم!!
أما الدكتور " فؤاد زكريا " فيربط بين تقديس الماضى والنظام الإقطاعى فيقول: " إن زمام السيطرة فى هذا المجتمع يقع فى قبضة أناس يتجهون بحكم وضعهم الاجتماعى إلى تكريم الأسلاف والإشادة بماضيهم، فلذلك الإقطاعى الكبير يدين بثروته ونفوذه فى معظم الأحيان للوراثة..
" وهكذا فإن أمجاده كلها مرتبطة بالماضى، وكل قيمة للحاضر إنما تستمد ـ فى نظره ـ من علاقته بهذا الماضى. ولما كان الأعيان الإقطاعيون هم المسيطرين فى هذا المجتمع فإن طرق تفكيرهم وقيمهم الأخلاقية هى التى تنتشر وتطبع صورتها على المجتمع ككل!..
" ومن هنا تتعلق الأذهان فى مثل هذا المجتمع بالماضى، وتنظر إلى المستقبل بعين الارتياب، بل إنها لا ترضى عن الحاضر ذاته إلا بقدر ما يكون انعكاساً للماضى.. ".
إننى تحيرت فى بواعث هذا الكلام، هل الشكوى من التعلق بالماضى تعود إلى تشبث الملاك الكبار والصغار بوسائل عقيمة فى الإنتاج؟
واقع بلادنا ينطق بغير هذا.
إذن ما القصد من مهاجمة الماضى ورفض امتداده فى الحاضر؟
ومضيت فى قراءة كتاب " الجوانب الفكرية للنظم الاجتماعية " الذى ألفه الدكتور " فؤاد زكريا " فإذا هو يتحدث عن تأثير المصالح الإقطاعية فى التصورات الدينية فيقول إنها " أسهمت بدورها فى تشكيل عقول الأفراد بصورة مميزة: تلك هى إدخال نوع من التفاوت أو التسلسل فى المراتب فى المجال الروحى ذاته. فهناك مجتمعات تتصور الألوهية عالية مترفعة عن عالم البشر، وتقيم نوعاً من تدرج المراتب بين هذه الألوهية وعام الناس، فبعد الله يأتى الأنبياء والقديسون، ثم كبار الكهنة ورجال الدين، ويندرج الترتيب بعد ذلك حتى يصل آخر الأمر إلى الإنسان العادى. ولا بد فى