للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بل لعلهم كانوا يفعلون ذلك وهم ينفذون خطة مرسومة، ويرقبون من ورائها الرضا والانتفاع.

وشعبة أخرى حاذت هذه الشعبة الفلسفية فى نبذ الماضى. علام تقوم؟ تقوم على تزوير التاريخ الإسلامى والسيرة النبوية أجمع ابتداء من دولة الخلافة إلى يوم الناس هذا..

وهدف هذه الشعبة الفكرية إبراز " محمد " إنساناً عادياً، أو قائد انقلاب اقتصادى يسارى على نحو ما صنع أو حاول أن يصنع " جيفارا ".

وقد كتب السيد عبد الرحمن الشرقاوى ـ وهو شيوعى معروف ـ سيرة على هذا النسق حشاها بالدس والتدليس العلمى وتوجيه الأحداث بعنف فى غير مسارها.

وأصدرت مجلة الأزهر عدداً يحتوى جملة مقالات فضحت هذه السيرة السيئة، وحذرت منها دون جدوى.

وقد تعرض السيرة الشريفة من خلال نظرات استشراقية واتهامات تبشيرية من غير كشف لتهافت هذه النظرات والاتهامات.

ولا بأس أن يعرض الفتح الإسلامى، وكأن العرب أسراب جراد منطلق فى الأودية اليانعة ليأتى على ما فيها.. أما تحريرهم للشعوب المسترقة وتحطيمهم للقوتين العظيمتين المنتفختين بالجبروت والاستعلاء فهذا ما لا يقال؟!

وقد ينسب للعرب ـ امتناناً عليهم ـ أنهم نقلوا حضارة الأقدمين إلى العصور الوسطى، أما أنهم أصحاب حضارة مقدورة ورسالة هادية ومدنية راقية فلا..

وفى كلية آداب عين شمس كان التاريخ يدرس على هذا النحو!!

مساكين طلابنا الذين راحوا ضحية هذا الإرهاب الفكرى فى مرحلة " جأر " فيها الضلال " وخرس " فيها الحق!!

كتب أخونا " على عبد العظيم " هذا التقرير عن كتاب ألفه الدكتور " عبد المنعم ماجد " وأسماه " التاريخ السياسى للدولة العربية " ننشر نصه كاملاً لما له من دلالة. قال:

<<  <   >  >>