للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

سكرات الموت

للموت سكرات يلاقيها كل إنسان حين الاحتضار، كما قال تعالى: (وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ) [ق: ١٩] ، وسكرات الموت كرباته وغمراته، قال الراغب في مفرداته: " السكر حالة تعرض بين المرء وعقله، وأكثر ما تستعمل في الشراب المسكر، ويطلق في الغضب والعشق والألم والنعاس والغشي الناشيء عن الألم وهو المراد هنا " (١) .

وقد عانى الرسول صلى الله عليه وسلم من هذه السكرات، ففي مرض موته صلوات الله وسلامه عليه كان بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء، فجعل يدخل يده في الماء فيمسح بها وجهه، ويقول: " لا إله إلا الله، إن للموت سكرات " (٢) .

وتقول عائشة رضي الله عنها في مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما رأيت الوجع على أحد أشدَّ منه على رسول الله صلى الله عليه وسلم " (٣) وقد دخلت عائشة رضي الله عنها على أبيها أبي بكر رضي الله عنه في مرض موته، فلما ثقل عليه، تمثلت بقول الشاعر:

لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى ××× إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدر


(١) فتح الباري: (١١/٣٦٢) .
(٢) هذا الحديث أخرجه البخاري عن عائشة في كتاب الرقاق، باب سكرات الموت، فتح الباري: (١١/٣٦١) ورقمه: ٦٥١٠.
(٣) أخرجه البخاري ومسلم والترمذي، انظر جامع الأصول: (١١/٦٩) .

<<  <   >  >>