للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تمنّي الإنسان الرجعَة عند الاحتضار

إذا نزل الموت بالإنسان تمنى العودة إلى الدنيا، فإن كان كافراً لعله يسلم، وإن كان عاصياً فلعله يتوب (حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ - لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [المؤمنون: ٩٩-١٠٠] ، والإيمان لا يقبل إذا حضر الموت، والتوبة لا تنفع إذا غرغر العبد، (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً - وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) [النساء: ١٧-١٨] ، وقد ساق الحافظ ابن كثير من الأحاديث ما يدل على أن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر " رواه الترمذي وابن ماجة (١) ، وكل من تاب قبل الموت فقد تاب من قريب، ولكن شرط التوبة والإخلاص والصدق، وقد لا يتمكن المرء من التوبة في تلك الأهوال، فعلى المرء أن يسارع بالتوبة قبل حلول الأجل:

قدم لنفسك توبة مرجوة ××× قبل الممات وقبل حبس الألسن

بادر بها غلق النفوس فإنها ××× ذخر وغنم للمنيب المحسن


(١) تفسير ابن كثير: (٣/٢٢٤) .

<<  <   >  >>