للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

" سمعتم بمدينة جانب منها في البر، وجانب منها في البحر (١) قالوا: نعم، يا رسول الله، قال: لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق (٢) فإذا جاؤوها نزلوا، فلم يقاتلوا بسلاح، ولم يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا الله، والله أكبر، فيسقط أحد جانبيا ".

قال ثور (٣) : لا أعلمه إلا قال: " الذي في بحر، ثم يقولون الثانية: لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولون الثالثة: لا إله إلا الله والله أكبر، فيفرج لهم، فيدخلوها، فيغنموا، فبينما هم يقتسمون الغنائم، إذ جاءهم الصريخ، فقال: إن الدجال قد خرج، فيتركون كل شيء ويرجعون " (٤) .


(١) ذهب العلماء إلى أن هذه المدينة هي القسطنطينية، وإن لم يسمها الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد خطر ببالي أن هذه المدينة قد تكون البندقية في إيطاليا، فإن جزءاً كبيراً من بيوتها مبني في داخل البحر، وجزء في البر، وقد نظرت إلى المدينتين خلال زيارتي لكل واحدة منهما فرأيت البندقية أقرب إلى المراد بالحديث، والله أعلم.
(٢) يقول النووي في شرحه على مسلم (١٨/٤٤) : " قال القاضي: كذا هو في جميع أصول صحيح مسلم من بني إسحاق، قال: قال بضهم المعروف المحفوظ من بني إسماعيل وهو الذي يدل عليه الحديث وسياقه لأنه إنما أراد العرب.. " أقول وليس في هذا إشكال إن شاء الله تعالى، فإن هذا الدين للناس جميعاً، والله يعطي ملكه من يشاء، فقد غزا محمد الفاتح القسطنطينية بعد النووي بأكثر من ثلاثمائة سنة، وكان جنوده أكثرهم من غير العرب، فلا يستبعد أن يحصل مثل هذا مرة أخرى، وفي حديث الملحمة السابق ما يدل عليه، فإن الروم يقولون للمسلمين: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا.
(٣) هو ثور بن زيد الديلي، أحد رواة الحديث.
(٤) رواه مسلم، كتاب الفتن، (٤/٢٢٣٨) ، ورقمه: (٢٩٢٠) .

<<  <   >  >>