للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تعبده دوس في الجاهلية (١) .

وفي صحيح مسلم عن عائشة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يذهب الليل والنهار حتى تُعْبد اللات والعزى، فقالت عائشة: يا رسول الله، إن كنت لأظن حين أنزل الله: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [التوبة: ٣٣] أن ذلك تاماً، قال: إنه سيكون من ذلك ما شاء الله، ثم يبعث الله ريحاً طيبة، فتوفى كل من في قلبه مثقال حبة خَرْدل من إيمان، فيبقى من لا خير فيه، فيرجعون إلى دين آبائهم " (٢) .

وفي هذا الزمن يتدنى المستوى الأخلاقي تدنياً هائلاً، فقد أخرج البزار في مسنده، وابن حبان في صحيحه عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى يتسافدوا في الطريق تسافد الحمير، قلت: إن ذلك لكائن؟ قال: نعم، ليكونن " وللحديث شاهد عند الحاكم من حديث أبي هريرة مرفوعاً: " والذي نفسي بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترشها في الطريق، فيكون خيارهم يومئذ من يقول: هلا ورايتها هذا الحائط " (٣) .


(١) رواه البخاري، في كتاب الفتن، باب تغير الزمان حتى تعبد الأوثان، فتح الباري: (١٣/٧٦) . ورواه مسلم في صحيحه، كتاب الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة، (٤/٢٢٣٠) ، ورقم الحديث: (٢٩٠٦) ، والسياق للبخاري، والتعريف بذي الخلصة مثبت في الصحيحين.
(٢) رواه مسلم في كتاب الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة، (٤/٢٢٣٠) ، ورقم الحديث: (٢٩٠٦) .
(٣) سلسلة الأحاديث الصحيحة: (١/٢٤٥) .

<<  <   >  >>